الاثنين، 6 سبتمبر 2010

روضـــــ العلم والقلم ــــــــة: القلب الأَسُوف

القلب الأَسُوف




هو القلب الرقيق سريع الحزن والبكاء ،،
ما أرقه من قلب ..!! 

هل لكم أن تتصوروا حجم رقته عندما يمتلئ إيماناً وتقوى 
فيصبح كقطرات الندى تؤثر فيه النسمة فضلاً عن غيرها ..

كان ذلك القلب ذات صلاة تراويح عن يميني ،، حين بدأ الإمام بالصلاة 
يقرأ بصوته الندي آيات كتاب الله .. لم أكن أعلم بنبضه ولم أنتبه له 
فقد كنا نتابع التلاوة وننصت لها قدراً نشد على أنفسنا به من خطرات الدنيا
التي تعرض لنا بين فينة وأخرى وندافعها طمعاً في تحقيق معنى الخشوع ..

وبينما أنا في صراعي ومدافعتي لكل هاجس يعبر مخيلتي ليبعدني عن صلاتي 
أرتفع صوت الإمام ودخل في نبرة مختلفة عن بقية الآيات  قائلاً :
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35 )

فما كان من صاحبة  القلب الأسوف إلا أن ارتعد جسدها وارتجف ووالله خشيتُ عليها أن تُصعق بها أو تخر مغشياً عليها 

وبدأ الدمع يجلد جوفها حتى إني لأسمع ضجيج أضلاعها ،، لم تكن تحمل منديلا بيدها يكفكف ماء عينها ولكن كان لكم عباءتها أوفر النصيب منه..

لله كم غبطته وقد تبلل بدموع الخشية ،، نحسبها كذلك ولا نزكيها على الله ..

انتهينا من تلك الركعتين وسلم الإمام ..وأسعفتها الأخت الأخرى والتي كانت عن يمينها بماء ومنديل ..

أما أنا فقد تذكرت قصص السلف ومن مات صعقاً من بعض آيات القرآن ..

تذكرت من كان منهم يقوم ليله كله على آية لا يستطيع أن يتجاوزها تسابق دموعه تلاوته 

قلوب رزقها الله حُسن التدبر والتفكر ،، فهنيئاً لها  ~~ هنيئاً لها ..




السبت، 15 مايو 2010

فقرااء إلى الله




{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }فاطر15

{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }الحج64

{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ }الأنعام133




حدثيني يا تهامة ~~


الجبال أشبه بالخيال
كلما تصورت أن حجمها الهائل هذه مثله تحت الأرض
قال تعالى (( {وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً **النبأ7 ))
أي ثبات هذا .. ؟! اللهم إنا نسألك الثبات حتى الممات ~~
شموخ ،، في السماء ~~
هامة تصافح السحاب بل تنثني لها وتختلج أضلاع الصخور
لست أدري لِمَ يضيع فؤادي كلما رأيتها
ويطوف بي طائفٌ يجعل كل المشاعر في تداخل عنيف
وتجتمع في ساحات صدري حشود من الكلمات
أجد نفسي أحملها وأرمي بثقلها على تلك القمم
لكِ الله يا تُهامة !!



سَلَامُ الله يرعاكِ تُهامَة



يَا غُرة الْحِجاز



حَدِّثِينِي



عنْ مجْد أجْدَادِي



عنْ عزِّهم



كيف ذَلَّت لَهُم تلك الصِعَاب ..؟



كيف طُوي لهم بساط الأرضِ..؟




من شَرْقِها لِغَرْبِها



في شَمالِها وجنُوبِها



كيف كَسَّرت جُيُوشنا كِسْرى ..؟



وكيف تَقَاصَر لِحشْدِهم قَيْصر ..؟



صَورِي لِي عَظِيم الْجُمُوع الزَّاحِفة



و السنْد والهنْد قُلُوبهم مِنْ هَوِلِها وَاجِفة



من أخْضع الْبرْبرْ



وأرْعَب الْعَسْكر ..؟؟



مَنْ خَاضَ جُمْلَة المَعَارِك بالأَنْدلُس



وفتح المدن تلو المدن



وشيد للإسْلامِ أُسُس..؟؟



أين شذونة وقرمونة وإشبيلية وماردة



أين هي بَرَاكِين الهِمم هل أصْبَحَت خَامِدة



لِمَ أمْسى لنَا قُلُوب مع الْهًوًى شَارِدة ..؟؟



مَنْ طهْرَ الأقْصى الشَرِيف وحَرَّرَ القُدْس



ورَدَّ كَرَامة المُسْلمين وارْتفع به الرأس


؟؟



حَدَّثينِي يا تُهامة


فيْض أحْزَانِي غَمامة
تَحْجِب عين الشموس




لمْ يَعُد للمَجْدِ إِلَّا
طَيْف ذِكْرى من حُسامه
يَشْتَكِي ضَعْف النفوس



كمْ منْ رِجالٍ يشْبهونك
في الشُمُوخ يا تُهامة
كَانُوا لِأُمَّتِهم تُرُوس



أيْنَ هم منّا
أيْنَ نحْنُ منْهم
منْ يُسْمعْنا جَهْجهة
الحرْب الضَرُوس



منْ يَشْفِ غيْظ صُدُورِنا
منْ يُرِينَا في اليهود
يوماً جَهِيماَ عبُوس



حَتَّى مَتَى نرْتجي
عوْد رُفات أبْطالٍ غدى
رَمِيماً تحت الرُمُوس



مَتَى تَفْقه أمتي
معْنِى الخِيانَة يا تُهَامَة
كمْ فِي غَدْرِهم دُرُوس




هلْ آن الآوَان


أصْدِقِينِي يا تًهامة
ففيْض أحْزَانِي غَمامة
تَحْجِب عين الشموس






بقلم أم الفدااء

التقوى


لكل نبتة شر بذرة ،، يسقيها شيطان الهوى ويرعاها
ويستميت في الدفاع عنها ويترقب إزدهارها


وما منّا إلا وله نفس تميل به كلما حل بها ضعف واستكان بها وهن

فمتى تصاب نفسك بالوهن ومتى تضعف .؟؟
لابد أن تكون لديك آلة خاصة تعرف مواطن ضعفك وأخرى تقوم عليها وتعيد لها القوة
وتلك الآلة يجب أن تدق جرس التنبيه كلما نبض قلبك وعليه يجب أن تعلم
أن ::
ذلك القلب الذي هو محل تلك العواطف هو أيضاً محل التقوى
فمتى كانت مساحة التقوى أكبر كانت تلك العواطف أكثر انضباطاً وأكثر توجهاً نحو الصواب
فضيق المكان يجعل جزء كبيراً منها يختلط بميدان التقوى فتستقيم

(( وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة197

كلنا يأكل ويشرب حتى لا يهلك ويموت وحتى تبقى الحياة تنبض في زوايا روحه
ولو أهملته لتداعت عليك الهوام تنهش جسدك ليل نهار حتى يهوي وينهار

فما هو زاد قلبك ..؟؟
إنه التقوى ،، ولو خلا منها لتداعت عليه هوام الهوى وتآكلت جدرانه
وسقط في هاوية الشهوات .

من هنا : فأكبر وأعظم وأجدى الحلول لمثل هذه الأمور هو التزود بالتقوى
ومراقبة الله في السر والعلن .

لتكن عفيف النظر عفيف المنطق عفيف القلم
عليك أن تهتم بعمارة التقوى في قرارة روحك وقلبك ونفسك

(( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف:201>.

الله أكبر كيف تتذكر تلك القلوب ربها كلما عرض لها وسوسة من شيطان ..
ثم الله أكبر كيف بها وهي مبصرة ترى مالم تراه حين خفت نور الإيمان إثر ذلك العارض الشيطاني .

ليكن قلبك خير من يفتيك .. وتذكر أن التقوى ومراقبة الله سبباً يفتح على عقلك بحسن التصرف
فتفصلي بين ما تريده عواطفك منك ولا يرضي الله وبين الحدود التي يجب أن تقف عندها ..

(( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً...)) [الأنفال:29>

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ )) [الحديد:28>.

هنيئاً لمن أهداه رب الكون نوراً يمشي به إليه
لا تضره ظلمات الضلال والزيغ والهوى فالتقوى لم تترك لهم مكاناً .



ا(( للهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ))

والحمدلله رب العالمين